ما عاد في الأرض شجر

الثاني عشر من أكتوبر| ما عُدت.

لا يمكنني كتابة شيء يدعو للأمل، للروح التي تضم بين جنبيها حياة ملونة، أو حتى للفائدة والتوثيق، أُهدر أيامي في التوجد، أرى البوصلة وأتجنبها، اقتات على حزني راضية، حزينة يارهف؟ نعم وجدًا حتى لو كانت أيامٌ بطابع أُسريّ سعيد على النحو الخاص.

أذكر قبل أعوام اشتكيت لأحد ما، لا أود تصنيف علاقته لأني أضعت خارطة التصنيف، وبعد حديث مطول مني، شفاف على غير عادتي في التحصن من حديث يكشف الأعماق، صُعقت بـ ردٍ يراه مواسيًا وأراه اقصاءً، بُني على إثره جدار صلب: “هو عادي بس أنتِ دراما”، من بعدها بت أحتوي أي شكوى بشكلٍ مضاعف، أغمرها بعواطفي، يشتكي طفلًا من توجّعه اللعوب فأبكي، أسمع نجوى غريب فأود لو أني بيته، أُبالغ في السماع كأني انفصلت تجاه الشرود، خُطفت لعالم موازي، بينما كُلي هُنا أُنصت.

أُفكر بالحصيل، حصيلة بذر هذه الأيام، من يحملها غيري؟ لا أحد يجني حصاد غيره، هذه البذرة وضعتها أنتِ يارهف، على أمل أن تُصبح شجرة، اسقيتها دماء قلبك، فيض عينيك، لُبّ وقتك، جيئةً وذهابًا ترقصين “سيجيء يومًا اتفيأ منها عن حرّ شمسي، ولهيب أرضي”، ما عاد لكِ ظلالها، واللهيب هو اللهيب أدمى قدميكِ.. وخاب الأمل.

ما عاد في الأرض شجر.

كسيح القدمين، أهبه عكزة، فتتشظا من ثُقله، والخطأ؟ مني بلا شك، هذا الأمل قد غذيّته، حتى صار سمينًا، والخيبة بقدر الثقل يأتي سقوطها، لا عُكاز يحمله، لا زمان يُعجّل بالشفاء، فأقعد بأملٍ كسيح، و روحٍ أثخنتها الخيبات، تتوجع من ألم السقوط.

ما عاد في الأرض شجر.

كُل الصحاب قد غدو، يرجون شيئًا غير فيّ، أو كأني مثلما قال بخيت: “كأن الخلق أجمعهم معي.. لكنني وحدي”، وأُدرك حجم الوحدة كلما توغلت بليالي حُلك، فلا أعز حينها من ونيس، غير قصيدتي التي حفظت، لكنّه ولسوء كيلتي وبذرتي..

ما عاد في الأرض شجر.

مسحاتي معي، أجرها في كُل الأراضي، لا لا أنقب عن الصحاب، ولا عن ناسٍ مضوا، أبحث عن شيء أُخفيه عن البوح والتصريح والتلميح، لعليّ أحفظه من أن تتلقفه أياديٍ حادة، تجرحه فيّ، وتؤذيه.

ما عاد في الأرض شجر.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s